الفهرس الالي لمكتبة كلية العلوم الاجتماعية

Titre : |
التداول على السلطة التنفيذية |
Type de document : |
texte imprimé |
Auteurs : |
الصلابي،علي محمد, Auteur |
Editeur : |
بيروت:دار ابن كثير |
Année de publication : |
2014 |
Importance : |
ص280 |
Format : |
24*17سم |
ISBN/ISSN/EAN : |
978-614-415-124-2 |
Langues : |
Arabe (ara) Langues originales : Arabe (ara) |
Mots-clés : |
الدين الاسلامي نظام الحكم السلطة التنفيذية التداول على السلطة |
Index. décimale : |
277-نظام الحكم في الاسلام |
Résumé : |
إن الاجتماع الإنساني ضروري، ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم: الإنسان مدني بالطبع، أي: لابد له من الاجتماع، ثم إن هذا الاجتماع إذا حصل للبشر كما قررناه، وتم عمران العالم بهم، فلابد من وازع يدفع بعضهم عن بعضهم ؛ لما في طباعهم الحيوانية من العدوان والظلم.-السلطة الإسلامية ليست سلطة «ثيوقراطية»، وهي تجعل الحاكم يستمد سلطته من الإله، ويُضفى عليه التقديس والتفوق على البشر، بحيث لا يعارض حكمه، ولو استبد بالأمر. والسلطة في المفهوم الإسلامي أن الشعب يختار الحاكم، وهو مفوض من قبله بتنفيذ أوامر الله تعالى، وهو مقيد بالكتاب والسنة، ومن حق المواطنين النقد والمعارضة والنصيحة.-السلطة التنفيذية في الدولة الحديثة المسلمة: هي الهيئة الحاكمة التي تقوم بتنفيذ القوانين وتسيير الإدارة والمرافق العامة، وهي تتكون من جميع المسؤولين في الدولة، من رئيس الدولة والوزراء والموظفين.– تتكون السلطة التنفيذية من جميع العاملين بالدولة بدءاً من الخليفة والوزراء والأمراء، وقوات الجيش، وجباة الضرائب، ورجال الشرطة، وجميع عمال الحكومة.-يسمي الفقهاء السلطة التنفيذية العليا باسم «الخلافة» أو «الإمامة» أو «الإمارة»، وفي العصر الحاضر تسمى «الرئاسة» ويسمون من يتولى تلك السلطة باسم «الخليفة» أو «الإمام» أو «أمير المؤمنين» أو «الرئاسة».-الإمامة والخلافة وإمارة المؤمنين: مترادفة، والمراد بها الرياسة العامة في شؤون الدين والدنيا.– عندما تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه أمر المسلمين سمي بـ «خليفة رسول الله»، وهذه التسمية أطلقت على من تولى أمر المسلمين، وتشعر بالارتباط بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم الذي حل خلفه في الولاية على المسلمين.– أمير المؤمنين هو اللقب الثاني الذي أطلق على من تولى السلطة التنفيذية العليا في الترتيب الزمني من حيث خلع الألقاب على ولاة أمور المسلمين، وأول من لقب به الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.– وإذا كان لقب الخليفة يبرز الطابع الديني والاتصال القوي بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإن لقب أمير المؤمنين أقرب لإظهار المعنى الدنيوي؛ لأنه يعني أن المؤمنين قد أصبحوا قوة، وأن رئيس الدولة قد صار المتصرف في شأن هذه القوة.-ـ الإمام هو اللقب الثالث من ألقاب من يتولى السلطة التنفيذية العليا، وقد ورد لفظ «الإمام» في القرآن الكريم بمعنى «القدوة»، وورد معنى الإمام بمعنى من يتولى أمر المسلمين.– والسلطان هو الذي يتولى أعلى سلطة في الدولة ؛ ولذا كان يسمى بالسلطان الأعظم، وقد لقبه بذلك المتأخرون؛ لأنه صاحب السلطة العليا في الأمة، وظهر بشكل لافت إطلاق لفظ السلطان على الحاكم أو رئيس الدولة في عهد الأيوبيين والمماليك ثم دولة بني عثمان.– إن لفظ «الملك» يقوم مقام «الخليفة» أو أمير المؤمنين، وكان إطلاق لقب «الملك» على من يتولى أمور المسلمين قد ظهر بعد «الخليفة» وأمير المؤمنين في الترتيب.– ـ الرئيس هو اللقب الذي تسمى به بعض ولاة أمور المسلمين بعد انتهاء الخلافة وتفرق كلمة المسلمين، وانقسام الدولة الإسلامية إلى أقاليم صغيرة سميت بعضها بالجمهورية، وبعضها بالدولة، وبعضها بالسلطنة، وبعضها بالمملكة.-ـ ذهب جمهور الفقهاء إلى القول بوجوب تنصيب الخليفة أو رئيس الدولة، وقالوا: إنه واجب، وقالوا: إن الأمة اثمة إذا لم تقم بهذا الواجب. وحيثما خلا عصر من العصور، أو فترة من فترات حياتها من وجود إمام أو رئيس للدولة، فجميع أفراد هذه الأمة اثمون، ولا يخرجهم من هذا الإثم، ولا يرفع عنهم هذا الوزر إلا العمل بجد، وبكل ما في وسعهم لإيجاد أمير عام ومبايعته وتنصيبه، واستدلوا على ذلك بأدلة من القرآن والسنة القولية والفعلية والإجماع والقواعد الفقهية، مثل: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.– ـ من الثابت تاريخياً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعين للمسلمين من يقوم بأمر الدولة الإسلامية بعد وفاته، بل لم يحدد رسول الله الطريقة التي تتبع في اختيار الحاكم بعده، وإنما أوضح القواعد العامة التي يجب أن يراعيها الحاكم في سيرته في الناس، وبين بسيرته وأقواله المثل العليا التي يجب التمسك بها، والمحافظة عليها من جانب الحاكم والمحكومين على السواء.– أعطى الإسلام فرصة للاجتهاد وفق الأصول والثوابت والقيم والمبادأئ، وراعى تغير الزمان والمكان، وتوالي الأجيال، وتقلبات الظروف الاجتماعية والاقتصادية وغيرها مما يتحكم في النظام السياسي، ويؤثر فيه.– أفرز ما دار في سقيفة بني ساعدة مجموعة من المبادأئ، منها: أن قيام الأمة لا يُقام إلا باختيار، وأن البيعة هي أصل من أصول الاختيار وشرعية القيادة، وأن الخلافة لا يتولاها إلا الأصلب ديناً، والأكفأ إدارة، فاختيار الخليفة رئيس الدولة وفق مقومات إسلامية، وشخصية، وأخلاقية، وأن الرئاسة لا تدخل ضمن مبدأ الوراثة النسبية أو القبلية، وأن إثارة «قريش» في سقيفة بني ساعدة، باعتباره واقعاً يجب أخذه في الحسبان، ويجب اعتبار أي شيء مشابه ما لم يكن متعارضاً مع أصول الإسلام، وأن الحوار الذي دار في سقيفة بني ساعدة قام على قاعدة الأمن النفسي السائد بين المسلمين، حيث لا هرج ولا مرج، ولا تكذيب ولا مؤامرات، ولا نقض للاتفاق، ولكن تسليم للنصوص التي تحكمهم، حيث المرجعية في الحوار إلى النصوص الشرعية.-تقرر يوم السقيفة أن اختيار رئيس الدولة أو الحكومة الإسلامية، وتحديد سلطانه يجب أن يتم بالشورى، أي: البيعة الحرة التي تمنحه تفويضاً ليتولى الولاية بالشروط والقيود التي يتضمنها عقد البيعة الاختيارية الحرة ـ الدستور في النظم المعاصرة ـ وكان هذا ثاني المبادأئ الدستورية التي أقرها الإجماع، وكان قراراً إجماعياً كالقرار السابق.مفهوم السلطة التنفيذية في الفكر الإسلامي وتطورها التاريخي
تُعرف السلطة التنفيذية لغةً بأنها القدرة على التصرف والإنجاز. وفي المفهوم الإسلامي، تتجسد السلطة في مفهوم "الخلافة" أو "الإمامة"، وهي تعني القدرة على تنفيذ أحكام الشريعة وإدارة شؤون الأمة. وقد تناول الفقهاء المعاصرون هذا المفهوم بتعمق، مُحللين أبعاده الشرعية والسياسية.تكونت السلطة التنفيذية في صدر الإسلام من الخليفة (أو الرئيس) وأعوانه. وقد شهدت هذه السلطة تطورًا كبيرًا منذ عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان هو رأس الدولة والمُنفّذ الأول، ثم استمرت في عهد الخلفاء الراشدين (أبي بكر، عمر، عثمان، علي)، حيث تميزت بالشورى والعدل.ألقاب الحاكم ووجوب تنصيبه.يُطلق على من يتولى السلطة التنفيذية العليا في الإسلام ألقاب متعددة، منها: الخليفة، أمير المؤمنين، الإمام، السلطان، الملك، والرئيس. ويُعد تنصيب الرئيس (الحاكم) واجبًا شرعيًا مُجمعًا عليه، وتؤكد على ذلك الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية (القولية والفعلية)، والإجماع. كما أن وجوب تنصيب الحاكم يهدف إلى دفع أضرار الفوضى وتحقيق مصالح الأمة، وهو أمر تقتضيه الفطرة السوية وعادات الناس.التداول السلمي على الحكم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلمبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، تم انتقال الرئاسة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه سلميًا في سقيفة بني ساعدة، بعد مشاورات مكثفة بين المهاجرين والأنصار. وقد تميزت هذه الفترة بحرص الجميع على وحدة الأمة وزهد الخلفاء في الحكم. تبع ذلك بيعة عامة في المسجد النبوي، والتي مثّلت تطبيقًا لمفهوم "العقد الاجتماعي" في الفكر الإسلامي، مع فروق أساسية تميزها عن المفهوم الغربي. وقد حدد خطاب أبي بكر بعد البيعة مبادئ أساسية للحكم الرشيد، كالتواضع، والعدل، والمساءلة، والجهاد، وتطبيق الشريعة، ووضع أساس "دستور الأمة".تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرئاسة بترشيح من أبي بكر بعد استشارته لكبار الصحابة، وقد حظيت خلافته بالإجماع. وقد وضع عمر بن الخطاب أسسًا راسخة لعملية الشورى في اختيار الخليفة، كما حدث في اختيار عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث تم تحديد عدد أهل الشورى وطريقة الاختيار. وتولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه الرئاسة ببيعة شوروية بعد مقتل عثمان.تطور نظام الحكم بعد الخلفاء الراشدين.بعد الخلفاء الراشدين، تولى الحسن بن علي رضي الله عنه الرئاسة ثم تنازل عنها لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، في صلح تاريخي يهدف إلى حقن دماء المسلمين وتوحيد الأمة. وقد تميزت هذه المرحلة بالصلح والاتفاق على شروط تضمن الحفاظ على وحدة الأمة.تولى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه الرئاسة بعد صلح الحسن، ثم أدخل نظام ولاية العهد بتولية ابنه يزيد، وهو ما أثار بعض الانتقادات ولكنه كان يهدف، من وجهة نظره، إلى الحفاظ على وحدة الأمة ومنع الانشقاقات.بعد وفاة يزيد، شهدت الأمة فترات من الاضطراب، وتولى عبد الله بن الزبير الخلافة في الحجاز، بينما تولى مروان بن الحكم الخلافة في الشام بعد مؤتمر الجابية. ثم آلت الخلافة إلى عبد الملك بن مروان، الذي سعى لتوحيد الأمة تحت راية واحدة. |
التداول على السلطة التنفيذية [texte imprimé] / الصلابي،علي محمد, Auteur . - [S.l.] : بيروت:دار ابن كثير, 2014 . - ص280 ; 24*17سم. ISBN : 978-614-415-124-2 Langues : Arabe ( ara) Langues originales : Arabe ( ara)
Mots-clés : |
الدين الاسلامي نظام الحكم السلطة التنفيذية التداول على السلطة |
Index. décimale : |
277-نظام الحكم في الاسلام |
Résumé : |
إن الاجتماع الإنساني ضروري، ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم: الإنسان مدني بالطبع، أي: لابد له من الاجتماع، ثم إن هذا الاجتماع إذا حصل للبشر كما قررناه، وتم عمران العالم بهم، فلابد من وازع يدفع بعضهم عن بعضهم ؛ لما في طباعهم الحيوانية من العدوان والظلم.-السلطة الإسلامية ليست سلطة «ثيوقراطية»، وهي تجعل الحاكم يستمد سلطته من الإله، ويُضفى عليه التقديس والتفوق على البشر، بحيث لا يعارض حكمه، ولو استبد بالأمر. والسلطة في المفهوم الإسلامي أن الشعب يختار الحاكم، وهو مفوض من قبله بتنفيذ أوامر الله تعالى، وهو مقيد بالكتاب والسنة، ومن حق المواطنين النقد والمعارضة والنصيحة.-السلطة التنفيذية في الدولة الحديثة المسلمة: هي الهيئة الحاكمة التي تقوم بتنفيذ القوانين وتسيير الإدارة والمرافق العامة، وهي تتكون من جميع المسؤولين في الدولة، من رئيس الدولة والوزراء والموظفين.– تتكون السلطة التنفيذية من جميع العاملين بالدولة بدءاً من الخليفة والوزراء والأمراء، وقوات الجيش، وجباة الضرائب، ورجال الشرطة، وجميع عمال الحكومة.-يسمي الفقهاء السلطة التنفيذية العليا باسم «الخلافة» أو «الإمامة» أو «الإمارة»، وفي العصر الحاضر تسمى «الرئاسة» ويسمون من يتولى تلك السلطة باسم «الخليفة» أو «الإمام» أو «أمير المؤمنين» أو «الرئاسة».-الإمامة والخلافة وإمارة المؤمنين: مترادفة، والمراد بها الرياسة العامة في شؤون الدين والدنيا.– عندما تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه أمر المسلمين سمي بـ «خليفة رسول الله»، وهذه التسمية أطلقت على من تولى أمر المسلمين، وتشعر بالارتباط بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم الذي حل خلفه في الولاية على المسلمين.– أمير المؤمنين هو اللقب الثاني الذي أطلق على من تولى السلطة التنفيذية العليا في الترتيب الزمني من حيث خلع الألقاب على ولاة أمور المسلمين، وأول من لقب به الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.– وإذا كان لقب الخليفة يبرز الطابع الديني والاتصال القوي بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإن لقب أمير المؤمنين أقرب لإظهار المعنى الدنيوي؛ لأنه يعني أن المؤمنين قد أصبحوا قوة، وأن رئيس الدولة قد صار المتصرف في شأن هذه القوة.-ـ الإمام هو اللقب الثالث من ألقاب من يتولى السلطة التنفيذية العليا، وقد ورد لفظ «الإمام» في القرآن الكريم بمعنى «القدوة»، وورد معنى الإمام بمعنى من يتولى أمر المسلمين.– والسلطان هو الذي يتولى أعلى سلطة في الدولة ؛ ولذا كان يسمى بالسلطان الأعظم، وقد لقبه بذلك المتأخرون؛ لأنه صاحب السلطة العليا في الأمة، وظهر بشكل لافت إطلاق لفظ السلطان على الحاكم أو رئيس الدولة في عهد الأيوبيين والمماليك ثم دولة بني عثمان.– إن لفظ «الملك» يقوم مقام «الخليفة» أو أمير المؤمنين، وكان إطلاق لقب «الملك» على من يتولى أمور المسلمين قد ظهر بعد «الخليفة» وأمير المؤمنين في الترتيب.– ـ الرئيس هو اللقب الذي تسمى به بعض ولاة أمور المسلمين بعد انتهاء الخلافة وتفرق كلمة المسلمين، وانقسام الدولة الإسلامية إلى أقاليم صغيرة سميت بعضها بالجمهورية، وبعضها بالدولة، وبعضها بالسلطنة، وبعضها بالمملكة.-ـ ذهب جمهور الفقهاء إلى القول بوجوب تنصيب الخليفة أو رئيس الدولة، وقالوا: إنه واجب، وقالوا: إن الأمة اثمة إذا لم تقم بهذا الواجب. وحيثما خلا عصر من العصور، أو فترة من فترات حياتها من وجود إمام أو رئيس للدولة، فجميع أفراد هذه الأمة اثمون، ولا يخرجهم من هذا الإثم، ولا يرفع عنهم هذا الوزر إلا العمل بجد، وبكل ما في وسعهم لإيجاد أمير عام ومبايعته وتنصيبه، واستدلوا على ذلك بأدلة من القرآن والسنة القولية والفعلية والإجماع والقواعد الفقهية، مثل: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.– ـ من الثابت تاريخياً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعين للمسلمين من يقوم بأمر الدولة الإسلامية بعد وفاته، بل لم يحدد رسول الله الطريقة التي تتبع في اختيار الحاكم بعده، وإنما أوضح القواعد العامة التي يجب أن يراعيها الحاكم في سيرته في الناس، وبين بسيرته وأقواله المثل العليا التي يجب التمسك بها، والمحافظة عليها من جانب الحاكم والمحكومين على السواء.– أعطى الإسلام فرصة للاجتهاد وفق الأصول والثوابت والقيم والمبادأئ، وراعى تغير الزمان والمكان، وتوالي الأجيال، وتقلبات الظروف الاجتماعية والاقتصادية وغيرها مما يتحكم في النظام السياسي، ويؤثر فيه.– أفرز ما دار في سقيفة بني ساعدة مجموعة من المبادأئ، منها: أن قيام الأمة لا يُقام إلا باختيار، وأن البيعة هي أصل من أصول الاختيار وشرعية القيادة، وأن الخلافة لا يتولاها إلا الأصلب ديناً، والأكفأ إدارة، فاختيار الخليفة رئيس الدولة وفق مقومات إسلامية، وشخصية، وأخلاقية، وأن الرئاسة لا تدخل ضمن مبدأ الوراثة النسبية أو القبلية، وأن إثارة «قريش» في سقيفة بني ساعدة، باعتباره واقعاً يجب أخذه في الحسبان، ويجب اعتبار أي شيء مشابه ما لم يكن متعارضاً مع أصول الإسلام، وأن الحوار الذي دار في سقيفة بني ساعدة قام على قاعدة الأمن النفسي السائد بين المسلمين، حيث لا هرج ولا مرج، ولا تكذيب ولا مؤامرات، ولا نقض للاتفاق، ولكن تسليم للنصوص التي تحكمهم، حيث المرجعية في الحوار إلى النصوص الشرعية.-تقرر يوم السقيفة أن اختيار رئيس الدولة أو الحكومة الإسلامية، وتحديد سلطانه يجب أن يتم بالشورى، أي: البيعة الحرة التي تمنحه تفويضاً ليتولى الولاية بالشروط والقيود التي يتضمنها عقد البيعة الاختيارية الحرة ـ الدستور في النظم المعاصرة ـ وكان هذا ثاني المبادأئ الدستورية التي أقرها الإجماع، وكان قراراً إجماعياً كالقرار السابق.مفهوم السلطة التنفيذية في الفكر الإسلامي وتطورها التاريخي
تُعرف السلطة التنفيذية لغةً بأنها القدرة على التصرف والإنجاز. وفي المفهوم الإسلامي، تتجسد السلطة في مفهوم "الخلافة" أو "الإمامة"، وهي تعني القدرة على تنفيذ أحكام الشريعة وإدارة شؤون الأمة. وقد تناول الفقهاء المعاصرون هذا المفهوم بتعمق، مُحللين أبعاده الشرعية والسياسية.تكونت السلطة التنفيذية في صدر الإسلام من الخليفة (أو الرئيس) وأعوانه. وقد شهدت هذه السلطة تطورًا كبيرًا منذ عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان هو رأس الدولة والمُنفّذ الأول، ثم استمرت في عهد الخلفاء الراشدين (أبي بكر، عمر، عثمان، علي)، حيث تميزت بالشورى والعدل.ألقاب الحاكم ووجوب تنصيبه.يُطلق على من يتولى السلطة التنفيذية العليا في الإسلام ألقاب متعددة، منها: الخليفة، أمير المؤمنين، الإمام، السلطان، الملك، والرئيس. ويُعد تنصيب الرئيس (الحاكم) واجبًا شرعيًا مُجمعًا عليه، وتؤكد على ذلك الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية (القولية والفعلية)، والإجماع. كما أن وجوب تنصيب الحاكم يهدف إلى دفع أضرار الفوضى وتحقيق مصالح الأمة، وهو أمر تقتضيه الفطرة السوية وعادات الناس.التداول السلمي على الحكم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلمبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، تم انتقال الرئاسة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه سلميًا في سقيفة بني ساعدة، بعد مشاورات مكثفة بين المهاجرين والأنصار. وقد تميزت هذه الفترة بحرص الجميع على وحدة الأمة وزهد الخلفاء في الحكم. تبع ذلك بيعة عامة في المسجد النبوي، والتي مثّلت تطبيقًا لمفهوم "العقد الاجتماعي" في الفكر الإسلامي، مع فروق أساسية تميزها عن المفهوم الغربي. وقد حدد خطاب أبي بكر بعد البيعة مبادئ أساسية للحكم الرشيد، كالتواضع، والعدل، والمساءلة، والجهاد، وتطبيق الشريعة، ووضع أساس "دستور الأمة".تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرئاسة بترشيح من أبي بكر بعد استشارته لكبار الصحابة، وقد حظيت خلافته بالإجماع. وقد وضع عمر بن الخطاب أسسًا راسخة لعملية الشورى في اختيار الخليفة، كما حدث في اختيار عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث تم تحديد عدد أهل الشورى وطريقة الاختيار. وتولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه الرئاسة ببيعة شوروية بعد مقتل عثمان.تطور نظام الحكم بعد الخلفاء الراشدين.بعد الخلفاء الراشدين، تولى الحسن بن علي رضي الله عنه الرئاسة ثم تنازل عنها لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، في صلح تاريخي يهدف إلى حقن دماء المسلمين وتوحيد الأمة. وقد تميزت هذه المرحلة بالصلح والاتفاق على شروط تضمن الحفاظ على وحدة الأمة.تولى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه الرئاسة بعد صلح الحسن، ثم أدخل نظام ولاية العهد بتولية ابنه يزيد، وهو ما أثار بعض الانتقادات ولكنه كان يهدف، من وجهة نظره، إلى الحفاظ على وحدة الأمة ومنع الانشقاقات.بعد وفاة يزيد، شهدت الأمة فترات من الاضطراب، وتولى عبد الله بن الزبير الخلافة في الحجاز، بينما تولى مروان بن الحكم الخلافة في الشام بعد مؤتمر الجابية. ثم آلت الخلافة إلى عبد الملك بن مروان، الذي سعى لتوحيد الأمة تحت راية واحدة. |
|  |
Réservation
Réserver ce document
Exemplaires (2)
|
FSSD1625 | 277/09.1 | Ouvrage | Faculté des Sciences Sociales | 200 – Religions | Disponible |
FSSD1626 | 277/09.2 | Ouvrage | Faculté des Sciences Sociales | 200 – Religions | Disponible |