الفهرس الالي لمكتبة كلية العلوم الاجتماعية

Titre de série : |
سلسلة مملكة الحب, 1 |
Titre : |
العطر الفياح من الخطبة والنكاح : دراسة شرعية نفسية |
Type de document : |
texte imprimé |
Auteurs : |
ابن الجوزي،ابي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد 510-597ه, Auteur ; الكمالي،عبد الرؤوف محمد, Auteur ; انتقاء: نضال فرحات, Auteur |
Editeur : |
القاهرة:دار ابن الجوزي |
Année de publication : |
2015م |
Importance : |
599ص |
Format : |
24/17سم |
ISBN/ISSN/EAN : |
978-977-771-003-9 |
Langues : |
Arabe (ara) Langues originales : Arabe (ara) |
Mots-clés : |
الاسلام الاحوال الشخصية في الاسلام الزواج خطبة النساء |
Index. décimale : |
272-الاحوال الشخصية و فقه الاسرة في الاسلام |
Résumé : |
يُعدّ كتاب العطر الفياح من الخطبة والنكاح دراسة شرعية نفسية مهما في الخطبة .و الزواج في الإسلام ركناً أساسياً في بناء المجتمعات الصالحة، فهو ليس مجرد عقد اجتماعي، بل هو عبادة عظيمة ونصف الدين. يهدف هذا الكتاب إلى تقديم دليل شامل للمقبلين على الزواج، سواء كانوا شباباً وفتيات، أو أولياء أمور، لترسيخ فهمهم للأحكام الشرعية المتعلقة بهذه العلاقة المقدسة. يغطي الكتاب جوانب متعددة تبدأ من أهمية النية الصادقة، مروراً بكيفية الاستعداد للزواج واختيار الشريك المناسب، وصولاً إلى التحذير من المخالفات والأخطاء الشائعة في فترة الخطبة، وتقديم فتاوى شرعية لأبرز الاستشكالات. إن الفهم الصحيح لهذه المفاهيم يُسهم في بناء أسر مستقرة ومتحابة، تكون لبنات قوية لمجتمع مسلم متماسك ومزدهر.المبحث الأول: نيات الزواج وأثرها في الحياة الزوجيةللزواج في الإسلام غايات نبيلة تتجاوز مجرد الإشباع الغريزي، فمتى أخلصت النية لله تعالى، تحول الزواج من مجرد عادة إلى عبادة عظيمة يثاب عليها الزوجان. يُشجع الشباب والفتيات على استحضار نيات متعددة عند الإقدام على الزواج، منها: طاعة وامتثال لأمر الله تعالى واتباع لسنن المرسلين، وتحقيق الإمتاع النفسي والجسدي المشروع، والمساهمة في إدخال السرور على نفس الزوج والزوجة. كما يمثل الزواج إعانة على غض البصر وحفظ الفرج، وسبباً في الحصول على الرزق والبركة فيه، فكم من قصة أظهرت أن الزواج الصالح كان مفتاحاً للغنى والبركة، بينما النيات الفاسدة قد تجلب الفقر والشقاء.يتسع نطاق النيات ليشمل الاقتران بزوجة تعين على أمر الآخرة، وتهدف إلى إعادة النشاط والقوة للبدن، وطلب الولد لتربيتهم على هدي الإسلام ليكونوا أداة بناء لا معول هدم. يسعى الزوجان الصالحان إلى أن يرزقا بولد يحفظ القرآن فيعمل به، وأن يرزقا بولد صالح يدعو لهما بعد الممات، وأن يشفع الأبناء في آبائهم وأمهاتهم. كما تتجلى النيات في الرحمة بالأولاد والعطف عليهم، والإنفاق على الزوجة والأولاد لاكتساب الأجر والمثوبة، وتربية البنات تربية حسنة لتكون سبباً في دخول الجنة. من النيات أيضاً أن يُكتب الزوجان عند الله من المرحومين، وأن يعيشا بطاعة الله ليجمعهما الله في الجنة مع ذرياتهما، وأن يستكملا نصف الدين، وأن تطيع الزوجة أمر زوجها لتكون من أهل الجنة. تتعدى النيات ذلك إلى طلب الولد للجهاد في سبيل الله، وإدخال السرور على الآخر مرضاة لله، والتعاون بين الزوج والزوجة، والقضاء على العشوائية في الحياة، والتعارف والترابط بين المسلمين، وتفريغ القلب للعلم والعمل، وكسب الاستقلالية، وحب ما يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلاح المجتمع المسلم، والمساعدة في القضاء على مشكلة العنوسة بتعدد الزوجات، وشكر نعمة الله، وأن يحبهما الله ويضحك إليهما ويباهي بهما الملائكة، وأن ينجبا أبناء يقاتلون في سبيل الله وينالون الشهادة، وأن يُكتبا عند الله من الذاكرين والذاكرات.المبحث الثاني: تأهيل الذات قبل الزواجكثيراً ما تسيطر الأحلام الوردية على الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، دون إدراك أن الزواج ليس مجرد بداية رومانسية، بل هو مشروع حياة يتطلب تخطيطاً سليماً واستعداداً حقيقياً. ورغم أن الزواج قسمة ونصيب، إلا أن ذلك لا يُعفي الفرد من تأهيل نفسه على مستويات عدة قبل الإقدام عليه. ينبغي على الشاب والفتاة التأهيل الصحي لضمان خلوهما من الأمراض التي قد تؤثر على الحياة الزوجية أو الذرية. كما أن التأهيل المادي ضروري لضمان القدرة على تحمل نفقات الأسرة وتوفير العيش الكريم. ولا يقل أهمية التأهيل المعرفي والمهاري، الذي يشمل اكتساب العلم اللازم بأحكام الزواج وحقوق كل طرف، وتنمية المهارات الحياتية والتعاملية. أخيراً، يأتي التأهيل الاجتماعي الذي يُعنى بقدرة الفرد على الاندماج في البيئة الاجتماعية الجديدة وبناء علاقات متينة مع أسرة الشريك.المبحث الثالث: صفات الشريك الأمثل (الزوجة والزوج)يُحذر الشباب من الانخداع بالمظاهر عند اختيار الزوجة، فليست كل جميلة ذات دين أو خلق. تتعدد صفات الزوجة التي ينبغي اختيارها، على رأسها ألا تكون من المحرمات للزواج. الأهمية القصوى تُعطى لأن تكون دينة، عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم "فاظفر بذات الدين تربت يداك". فذات الدين تتميز بطاعة الزوج في الحق، وحسن الأدب والعلم، والقيام بالطاعات، والعفة عن المحرمات، وكونها عابدة صائمة. التفريط في شأن الزوجة الصالحة يحمل خسارة دنيوية وأخروية، فالجمال ليس عيباً في ذاته، لكن الإسلام فضل الدين لأنه الأساس الذي تدوم به الحياة الزوجية ويثمر الصلاح.تُضاف إلى ذلك صفات مثل حسن الخلق، فهو يضمن دوام الألفة والمودة، ومن علاماته الصبر والرضا وحسن المعشر. وينبغي أن تكون من بيت صالح، فـ"اختر لرضاعك خيراً، فإن العرق دساس"، كما يُحذر من "خضراء الدمن" وهي الحسناء في المنبت السوء. أما الجمال، فهو مطلوب، لكنه جمال نسبي وليس بالضرورة أن يكون فائقاً، فـ"الناس فيما يعشقون مذاهب". يجب الانتباه عند اختيار الجميلة، فالجمال قد يكون عاراً إذا لم يقترن بالدين والخلق. ويُستحسن أن تكون بكراً، لفوائد وفضائل عديدة، وإن كان الزواج بالثيب جائزاً لسبب شرعي. وتُفضل المرأة الودود الولود لزيادة النسل والمودة، ويُنهى عن الزواج بالعقيم ما لم تكن هناك ضرورة. كما يجب أن يكون عمرها مناسباً للزوج، ففارق السن الكبير قد يؤثر على العلاقة، مع الأخذ بالاعتبار أن المرأة الأكبر سناً أو الرجل الأصغر قد ينجح زواجهما في ظروف معينة.يُضاف إلى ذلك أن تكون الزوجة ممن يطلب العلم الشرعي، وتكون عندها علم بحقوق الزوج وذات حكمة، وسليمة من العيوب الجسدية والنفسية والأمراض الشيطانية. ويُفضل ألا تكون قرابة قريبة لتجنب بعض المشاكل الصحية والاجتماعية، مع التأكيد على أهمية الفحص الطبي والنفسي والروحي قبل الزواج. وتُفضل الزوجة التي تألفها وتألفك، والتي تكون خفيفة المهر، وليست من أسرة معروفة بالتبذير والإسراف، وتكون شكورة لنعمة الله ولصنيع زوجها، وتهتم بنظافتها وزينتها، وتجيد تدبير المنزل.أما صفات الزوج الذي ينبغي اختياره، فنصائح لأولياء الأمور والفتيات تشدد على اختيار الرجل الصالح صاحب الدين والخلق، فهو الحامل لقدر من كتاب الله، المستقيم على السنة، والكفء للمرأة. ويجب أن يكون من عائلة طيبة، وحسن المنظر والمظهر، وذا جمال، وقادر على الإنفاق، ولطيفاً رفيقاً بالنساء، وسليماً من الأمراض المعدية. خلاصة القول في اختيار الشريكين تكمن في تقديم الدين والخلق على كل الاعتبارات الأخرى.المبحث الرابع: من يجب اجتنابه عند الاختيارهناك صفات محددة يجب اجتنابها عند اختيار الشريك لضمان حياة زوجية مستقرة وسعيدة. يُحذّر بشدة من الزواج بامرأة كافرة، أو من تركت الصلاة، أو من سُقيت بماء غيرها (حملت من الزنا)، أو من تمارس "السحاق". كذلك، يجب الحذر من المتبرجة التي لا خير فيها، ومن العاقة لوالديها، ومن اشتهر عنها شهادة الزور أو سرقة أموال الناس، أو قبول الرشوة، أو التعامل بالربا. تُضاف إلى ذلك صفات مثل القاتلة، آكلة أموال اليتامى، شاربة الخمور، النامصة وأخواتها (المتغيرات لخلق الله)، قاطعة صلة الرحم، الكاذبة، المتكبرة، الحاسدة، الراقصة والممثلة، المتعطرة التي تخرج عطرها، المسرفة المبذرة، المتشبهة بالرجال، الظالمة، السبابة اللعانة الشتامة، والداعيات إلى البدع والضلال. كما ينبغي اجتناب المريضة النفسية، والساقطات، ومخالطة الرجال بشكل مبالغ فيه. وتُذكر بعض أقوال العرب في النساء التي تُجتنب، مع التأكيد على وصف جامع لشر النساء، وأخيراً، يُحذّر من طلب المستحيل في الكمال.المبحث الخامس: الأسئلة وآليات تحليل الشخصية في فترة الخطبةلتحقيق خطبة ناجحة، يجب أن تُستغل فترة الخطبة كفرصة حقيقية للتعارف على الطرف الآخر. الحكمة من إخفاء الخطبة تكمن في حماية الطرفين من العين والحسد والشائعات. قبل أي شيء، يجب على كل طرف معرفة نفسه من الجانب الروحي، والهوية، والاعتقادات، والقدرات، والبيئة، لتحديد كيفية اختيار شريك الحياة. يُعد سوء الاختيار مستنقعاً خطيراً يقع فيه الشباب، لذا فإن تحديد الأولويات وجمع المعلومات من مصادر موثوقة يُعد خطوة أساسية نحو خطبة ناجحة. يجب على الآباء تحمل مسؤولية السؤال والاستفسار عن الخاطب والمخطوبة.فيما يخص كيفية تحليل شخصية الخاطب والمخطوبة، فإن الآليات الأساسية هي الرؤية الشرعية والتفكير، ثم الاستشارة من أهل الخبرة والصلاح، وأخيراً الاستخارة طلباً لخيرة الله تعالى. من الضروري الانتباه لأنماط معينة من الشخصيات التي يصعب الحياة معها، مثل الشخصية الشكاكة، النرجسية، الهيسترية، السيكوباتية، الإدمانية، القاسية، والعدوانية. في المقابل، توجد شخصيات يمكن التعايش معها رغم بعض المتاعب والمشكلات، كالشخصية الوسواسية، المتقلبة، السلبية الاعتمادية، الاكتئابية، النوابية، الفصامية الشكل، الساذجة، العطوفة، المستسلمة، الانطوائية، والتجنبية.المبحث الثامن: مخالفات ومنكرات وأخطاء فترة الخطبةتتخلل فترة الخطبة العديد من المخالفات والمنكرات والأخطاء التي يجب اجتنابها. قبل الخطبة، يُحرم التصريح بخطبة المعتدة من طلاق أو وفاة، ويجب تجنب اليأس من الزواج عند تكرار الرد، ولا حرج في العدول عن الخطبة بعد الرؤية إذا لم يتم الركون. ينبغي عدم التحرج من قبول المرأة التي تعرض نفسها أو عرض الابنة على الكفء، مع تجنب المجاملة على حساب الدين. من الأخطاء أيضاً عدم اتفاق الشاب مع أهله قبل الجلوس مع أهل المخطوبة، أو الاتفاق على كل شيء دون معرفة الأهل، أو اشتراط أهل الخاطب على أهل المخطوبة تحمل نصف تكاليف الزواج. كما يجب الحذر من عدم وصف الواقع بصدق من الشاب، وإخبار الخاطب بوصف المخطوبة وعيوبها دون داعٍ، وترك الاستخارة والاستشارة، ورد الكفء لفقره، والتباهي برد الخطاب، ورفض الفتاة للخطاب بحجة الدراسة، وكذب الآباء في منع بناتهم من الزواج بالكفء.أثناء الخطبة، يحرم الخطبة على الخطبة، واستخدام السحر للتوفيق بين الطرفين. يُنصح بتجنب طول فترة الخطبة، وخلع المنتقبة لنقابها أمام الخاطب، وكشف النساء لأيديهن ووجوههن أمام الصائغ. الكلام بين الخاطب والمخطوبة يجب أن يكون بحدود الحاجة والضرورة الشرعية. من الأخطاء أيضاً خجل الآباء من فسخ الخطبة، والتصفيق والتصفير، وإطلاق الرصاص، والغناء والعزف بآلات الموسيقى، وضرب الرجال بالدف، وضياع الأوقات، والاختلاط في الجلسات، والتقصير في الحقوق، ومصافحة المخطوبة أو أمها أو أخواتها غير المحارم، وتقبيل يد أم المخطوبة، وإثقال كاهل أسرة المخطوبة، وتدخل الشاب فيما لا يعنيه، والتقاط الصور للنساء، ورقص النساء فيما بينهن. كما تُسجل مخالفات في ليلة الشبكة وذهاب المخطوبة لبيت خطيبها بحجة السلام على أمه، ووجود الخلافات بين الشقيقات.بعد فسخ الخطبة، تُحذر الشريعة من اتهام الأبرياء، والتشهير بسمعة الخاطب أو المخطوبة أو الأسرة، والسعي في رد الخطاب عن الفتاة بالأساليب المحرمة كالسحر.المبحث التاسع: فتاوى حول الخطبةالخطبة هي طلب الرجل الزواج من امرأة معينة، وهي مجرد وعد بالزواج وليست عقداً لازماً، فيجوز لأي من الطرفين الرجوع عنها، مع مراعاة رد الهدايا والتعويض عن الضرر المادي إذا كان العدول تعسفياً. يجب على الخاطب أن يكون صادقاً وجاداً في طلبه. وتجوز الرؤية الشرعية للخاطب والمخطوبة، فقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالنظر إليها "فإنه أحرى أن يؤدم بينكما". ويرى جمهور العلماء جواز النظر إلى الوجه والكفين، والحكمة من ذلك تحقيق الألفة والارتياح النفسي وتجنب الندم. لا يجوز إرسال الصورة بدلاً من الجلوس، لأن الصورة لا تعطي حقيقة كافية، ويجوز تكرار النظر إذا لم يتحقق المراد. يحرم النظر بشهوة، ولا يجوز النظر إذا غلب على الظن عدم الإجابة. يجوز للمخطوبة أن تنظر إلى الخاطب بالقدر الذي يظهر عادة.يجوز للمرأة أن تتزين وتتهيأ للخاطب بملابس ملونة أو مكياج خفيف في حدود الزينة المعتادة. لا تجوز مصافحة المخطوبة لأنها أجنبية، ولا الخلوة بها أو الخروج معها وحدها، ولا جلوس الخاطب معها لتحفيظ القرآن. تجوز مكالمة الخاطب عبر الهاتف بقدر الحاجة في حدود الأدب. لبس دبلة الخطوبة لا أصل له في الشرع، وكذلك قراءة الفاتحة عند الخطبة أو العقد بهذه النية. يجوز الوكالة في النظر إلى المرأة من قبل امرأة أمينة. ونكاح المرأة التي لم يرها الخاطب صحيح لكنه مكروه.إذا استشارت المرأة رجلاً في الخاطب، أو استشار الرجل رجلاً في المخطوبة، يجب عليهما إخبار ما يعلمان من مساوئ ومحاسن، وذلك من باب النصيحة الشرعية. يحرم إجبار الوالد ابنته أو ابنه على زواج من لا يرغبونه، فرضا الطرفين أساس لصحة العقد. ويجوز للمرأة أن تعرض نفسها على الرجل الصالح، وكذلك يجوز للإنسان أن يعرض ابنته أو أخته على أهل الصلاح.تُشرع صلاة الاستخارة في كل الأحوال عند التقدم للزواج، ولا يلزم لمن صلاها رؤية رؤيا، بل هي انشراح الصدر أو تيسير الأمر. ولا تجوز الاستخارة بعد ركعتي الضحى أو سنة الظهر بقصد أنها استخارة، ويُشرع تكرار صلاة الاستخارة عند عدم وضوح الأمر.فيما يخص العدة، يجوز التعريض بالخطبة للمتوفى عنها زوجها في عدتها، بصور مثل "إني أرغب في الزواج من امرأة صالحة مثلكِ"، أما المطلقة المبتوتة فلا يجوز التعريض بخطبتها في عدتها. وإذا تزوج رجل امرأة في عدتها من وفاة زوجها، فالنكاح باطل وفاسد بالإجماع، ويجب فسخه.ويُنهى المسلم عن الخطبة على خطبة أخيه المسلم إذا ركن إليها أو أجيبت، وهذا حكم جمهور العلماء، والعلة في ذلك سد باب العداوة. ولكن تجوز الخطبة على خطبة الكافر، وفي الفاسق خلاف بين العلماء. إذا تقدم رجل لخطبة امرأة ولم تبد موافقة أو رفضاً صريحاً، فالأصل أن الخطبة لم تتم، لكن لا يجوز الخطبة عليها إذا كان هناك ركون. أما إذا عرضت المرأة أو أولياؤها بالموافقة، فهذا يعتبر ركوناً وتتم الخطبة.بالنسبة للمال، يجوز للمرأة أن تخطب لنفسها، لكن حكم ما دفعته على حساب المهر غير معهود، والأصل أن المهر على الرجل. أما هدايا الخطبة، فإنها تُرد إذا كانت قائمة بعينها عند فسخ الخطبة، سواء كان العدول من الخاطب أو المخطوبة. وأخيراً، فإن التعويض عن الضرر من جراء العدول عن الخطبة ليس له أصل في الفقه، لكن بعض الفقهاء يجيزون التعويض عن الضرر المادي الفعلي إذا كان العدول تعسفياً. |
سلسلة مملكة الحب, 1. العطر الفياح من الخطبة والنكاح : دراسة شرعية نفسية [texte imprimé] / ابن الجوزي،ابي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد 510-597ه, Auteur ; الكمالي،عبد الرؤوف محمد, Auteur ; انتقاء: نضال فرحات, Auteur . - [S.l.] : القاهرة:دار ابن الجوزي, 2015م . - 599ص ; 24/17سم. ISBN : 978-977-771-003-9 Langues : Arabe ( ara) Langues originales : Arabe ( ara)
Mots-clés : |
الاسلام الاحوال الشخصية في الاسلام الزواج خطبة النساء |
Index. décimale : |
272-الاحوال الشخصية و فقه الاسرة في الاسلام |
Résumé : |
يُعدّ كتاب العطر الفياح من الخطبة والنكاح دراسة شرعية نفسية مهما في الخطبة .و الزواج في الإسلام ركناً أساسياً في بناء المجتمعات الصالحة، فهو ليس مجرد عقد اجتماعي، بل هو عبادة عظيمة ونصف الدين. يهدف هذا الكتاب إلى تقديم دليل شامل للمقبلين على الزواج، سواء كانوا شباباً وفتيات، أو أولياء أمور، لترسيخ فهمهم للأحكام الشرعية المتعلقة بهذه العلاقة المقدسة. يغطي الكتاب جوانب متعددة تبدأ من أهمية النية الصادقة، مروراً بكيفية الاستعداد للزواج واختيار الشريك المناسب، وصولاً إلى التحذير من المخالفات والأخطاء الشائعة في فترة الخطبة، وتقديم فتاوى شرعية لأبرز الاستشكالات. إن الفهم الصحيح لهذه المفاهيم يُسهم في بناء أسر مستقرة ومتحابة، تكون لبنات قوية لمجتمع مسلم متماسك ومزدهر.المبحث الأول: نيات الزواج وأثرها في الحياة الزوجيةللزواج في الإسلام غايات نبيلة تتجاوز مجرد الإشباع الغريزي، فمتى أخلصت النية لله تعالى، تحول الزواج من مجرد عادة إلى عبادة عظيمة يثاب عليها الزوجان. يُشجع الشباب والفتيات على استحضار نيات متعددة عند الإقدام على الزواج، منها: طاعة وامتثال لأمر الله تعالى واتباع لسنن المرسلين، وتحقيق الإمتاع النفسي والجسدي المشروع، والمساهمة في إدخال السرور على نفس الزوج والزوجة. كما يمثل الزواج إعانة على غض البصر وحفظ الفرج، وسبباً في الحصول على الرزق والبركة فيه، فكم من قصة أظهرت أن الزواج الصالح كان مفتاحاً للغنى والبركة، بينما النيات الفاسدة قد تجلب الفقر والشقاء.يتسع نطاق النيات ليشمل الاقتران بزوجة تعين على أمر الآخرة، وتهدف إلى إعادة النشاط والقوة للبدن، وطلب الولد لتربيتهم على هدي الإسلام ليكونوا أداة بناء لا معول هدم. يسعى الزوجان الصالحان إلى أن يرزقا بولد يحفظ القرآن فيعمل به، وأن يرزقا بولد صالح يدعو لهما بعد الممات، وأن يشفع الأبناء في آبائهم وأمهاتهم. كما تتجلى النيات في الرحمة بالأولاد والعطف عليهم، والإنفاق على الزوجة والأولاد لاكتساب الأجر والمثوبة، وتربية البنات تربية حسنة لتكون سبباً في دخول الجنة. من النيات أيضاً أن يُكتب الزوجان عند الله من المرحومين، وأن يعيشا بطاعة الله ليجمعهما الله في الجنة مع ذرياتهما، وأن يستكملا نصف الدين، وأن تطيع الزوجة أمر زوجها لتكون من أهل الجنة. تتعدى النيات ذلك إلى طلب الولد للجهاد في سبيل الله، وإدخال السرور على الآخر مرضاة لله، والتعاون بين الزوج والزوجة، والقضاء على العشوائية في الحياة، والتعارف والترابط بين المسلمين، وتفريغ القلب للعلم والعمل، وكسب الاستقلالية، وحب ما يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلاح المجتمع المسلم، والمساعدة في القضاء على مشكلة العنوسة بتعدد الزوجات، وشكر نعمة الله، وأن يحبهما الله ويضحك إليهما ويباهي بهما الملائكة، وأن ينجبا أبناء يقاتلون في سبيل الله وينالون الشهادة، وأن يُكتبا عند الله من الذاكرين والذاكرات.المبحث الثاني: تأهيل الذات قبل الزواجكثيراً ما تسيطر الأحلام الوردية على الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، دون إدراك أن الزواج ليس مجرد بداية رومانسية، بل هو مشروع حياة يتطلب تخطيطاً سليماً واستعداداً حقيقياً. ورغم أن الزواج قسمة ونصيب، إلا أن ذلك لا يُعفي الفرد من تأهيل نفسه على مستويات عدة قبل الإقدام عليه. ينبغي على الشاب والفتاة التأهيل الصحي لضمان خلوهما من الأمراض التي قد تؤثر على الحياة الزوجية أو الذرية. كما أن التأهيل المادي ضروري لضمان القدرة على تحمل نفقات الأسرة وتوفير العيش الكريم. ولا يقل أهمية التأهيل المعرفي والمهاري، الذي يشمل اكتساب العلم اللازم بأحكام الزواج وحقوق كل طرف، وتنمية المهارات الحياتية والتعاملية. أخيراً، يأتي التأهيل الاجتماعي الذي يُعنى بقدرة الفرد على الاندماج في البيئة الاجتماعية الجديدة وبناء علاقات متينة مع أسرة الشريك.المبحث الثالث: صفات الشريك الأمثل (الزوجة والزوج)يُحذر الشباب من الانخداع بالمظاهر عند اختيار الزوجة، فليست كل جميلة ذات دين أو خلق. تتعدد صفات الزوجة التي ينبغي اختيارها، على رأسها ألا تكون من المحرمات للزواج. الأهمية القصوى تُعطى لأن تكون دينة، عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم "فاظفر بذات الدين تربت يداك". فذات الدين تتميز بطاعة الزوج في الحق، وحسن الأدب والعلم، والقيام بالطاعات، والعفة عن المحرمات، وكونها عابدة صائمة. التفريط في شأن الزوجة الصالحة يحمل خسارة دنيوية وأخروية، فالجمال ليس عيباً في ذاته، لكن الإسلام فضل الدين لأنه الأساس الذي تدوم به الحياة الزوجية ويثمر الصلاح.تُضاف إلى ذلك صفات مثل حسن الخلق، فهو يضمن دوام الألفة والمودة، ومن علاماته الصبر والرضا وحسن المعشر. وينبغي أن تكون من بيت صالح، فـ"اختر لرضاعك خيراً، فإن العرق دساس"، كما يُحذر من "خضراء الدمن" وهي الحسناء في المنبت السوء. أما الجمال، فهو مطلوب، لكنه جمال نسبي وليس بالضرورة أن يكون فائقاً، فـ"الناس فيما يعشقون مذاهب". يجب الانتباه عند اختيار الجميلة، فالجمال قد يكون عاراً إذا لم يقترن بالدين والخلق. ويُستحسن أن تكون بكراً، لفوائد وفضائل عديدة، وإن كان الزواج بالثيب جائزاً لسبب شرعي. وتُفضل المرأة الودود الولود لزيادة النسل والمودة، ويُنهى عن الزواج بالعقيم ما لم تكن هناك ضرورة. كما يجب أن يكون عمرها مناسباً للزوج، ففارق السن الكبير قد يؤثر على العلاقة، مع الأخذ بالاعتبار أن المرأة الأكبر سناً أو الرجل الأصغر قد ينجح زواجهما في ظروف معينة.يُضاف إلى ذلك أن تكون الزوجة ممن يطلب العلم الشرعي، وتكون عندها علم بحقوق الزوج وذات حكمة، وسليمة من العيوب الجسدية والنفسية والأمراض الشيطانية. ويُفضل ألا تكون قرابة قريبة لتجنب بعض المشاكل الصحية والاجتماعية، مع التأكيد على أهمية الفحص الطبي والنفسي والروحي قبل الزواج. وتُفضل الزوجة التي تألفها وتألفك، والتي تكون خفيفة المهر، وليست من أسرة معروفة بالتبذير والإسراف، وتكون شكورة لنعمة الله ولصنيع زوجها، وتهتم بنظافتها وزينتها، وتجيد تدبير المنزل.أما صفات الزوج الذي ينبغي اختياره، فنصائح لأولياء الأمور والفتيات تشدد على اختيار الرجل الصالح صاحب الدين والخلق، فهو الحامل لقدر من كتاب الله، المستقيم على السنة، والكفء للمرأة. ويجب أن يكون من عائلة طيبة، وحسن المنظر والمظهر، وذا جمال، وقادر على الإنفاق، ولطيفاً رفيقاً بالنساء، وسليماً من الأمراض المعدية. خلاصة القول في اختيار الشريكين تكمن في تقديم الدين والخلق على كل الاعتبارات الأخرى.المبحث الرابع: من يجب اجتنابه عند الاختيارهناك صفات محددة يجب اجتنابها عند اختيار الشريك لضمان حياة زوجية مستقرة وسعيدة. يُحذّر بشدة من الزواج بامرأة كافرة، أو من تركت الصلاة، أو من سُقيت بماء غيرها (حملت من الزنا)، أو من تمارس "السحاق". كذلك، يجب الحذر من المتبرجة التي لا خير فيها، ومن العاقة لوالديها، ومن اشتهر عنها شهادة الزور أو سرقة أموال الناس، أو قبول الرشوة، أو التعامل بالربا. تُضاف إلى ذلك صفات مثل القاتلة، آكلة أموال اليتامى، شاربة الخمور، النامصة وأخواتها (المتغيرات لخلق الله)، قاطعة صلة الرحم، الكاذبة، المتكبرة، الحاسدة، الراقصة والممثلة، المتعطرة التي تخرج عطرها، المسرفة المبذرة، المتشبهة بالرجال، الظالمة، السبابة اللعانة الشتامة، والداعيات إلى البدع والضلال. كما ينبغي اجتناب المريضة النفسية، والساقطات، ومخالطة الرجال بشكل مبالغ فيه. وتُذكر بعض أقوال العرب في النساء التي تُجتنب، مع التأكيد على وصف جامع لشر النساء، وأخيراً، يُحذّر من طلب المستحيل في الكمال.المبحث الخامس: الأسئلة وآليات تحليل الشخصية في فترة الخطبةلتحقيق خطبة ناجحة، يجب أن تُستغل فترة الخطبة كفرصة حقيقية للتعارف على الطرف الآخر. الحكمة من إخفاء الخطبة تكمن في حماية الطرفين من العين والحسد والشائعات. قبل أي شيء، يجب على كل طرف معرفة نفسه من الجانب الروحي، والهوية، والاعتقادات، والقدرات، والبيئة، لتحديد كيفية اختيار شريك الحياة. يُعد سوء الاختيار مستنقعاً خطيراً يقع فيه الشباب، لذا فإن تحديد الأولويات وجمع المعلومات من مصادر موثوقة يُعد خطوة أساسية نحو خطبة ناجحة. يجب على الآباء تحمل مسؤولية السؤال والاستفسار عن الخاطب والمخطوبة.فيما يخص كيفية تحليل شخصية الخاطب والمخطوبة، فإن الآليات الأساسية هي الرؤية الشرعية والتفكير، ثم الاستشارة من أهل الخبرة والصلاح، وأخيراً الاستخارة طلباً لخيرة الله تعالى. من الضروري الانتباه لأنماط معينة من الشخصيات التي يصعب الحياة معها، مثل الشخصية الشكاكة، النرجسية، الهيسترية، السيكوباتية، الإدمانية، القاسية، والعدوانية. في المقابل، توجد شخصيات يمكن التعايش معها رغم بعض المتاعب والمشكلات، كالشخصية الوسواسية، المتقلبة، السلبية الاعتمادية، الاكتئابية، النوابية، الفصامية الشكل، الساذجة، العطوفة، المستسلمة، الانطوائية، والتجنبية.المبحث الثامن: مخالفات ومنكرات وأخطاء فترة الخطبةتتخلل فترة الخطبة العديد من المخالفات والمنكرات والأخطاء التي يجب اجتنابها. قبل الخطبة، يُحرم التصريح بخطبة المعتدة من طلاق أو وفاة، ويجب تجنب اليأس من الزواج عند تكرار الرد، ولا حرج في العدول عن الخطبة بعد الرؤية إذا لم يتم الركون. ينبغي عدم التحرج من قبول المرأة التي تعرض نفسها أو عرض الابنة على الكفء، مع تجنب المجاملة على حساب الدين. من الأخطاء أيضاً عدم اتفاق الشاب مع أهله قبل الجلوس مع أهل المخطوبة، أو الاتفاق على كل شيء دون معرفة الأهل، أو اشتراط أهل الخاطب على أهل المخطوبة تحمل نصف تكاليف الزواج. كما يجب الحذر من عدم وصف الواقع بصدق من الشاب، وإخبار الخاطب بوصف المخطوبة وعيوبها دون داعٍ، وترك الاستخارة والاستشارة، ورد الكفء لفقره، والتباهي برد الخطاب، ورفض الفتاة للخطاب بحجة الدراسة، وكذب الآباء في منع بناتهم من الزواج بالكفء.أثناء الخطبة، يحرم الخطبة على الخطبة، واستخدام السحر للتوفيق بين الطرفين. يُنصح بتجنب طول فترة الخطبة، وخلع المنتقبة لنقابها أمام الخاطب، وكشف النساء لأيديهن ووجوههن أمام الصائغ. الكلام بين الخاطب والمخطوبة يجب أن يكون بحدود الحاجة والضرورة الشرعية. من الأخطاء أيضاً خجل الآباء من فسخ الخطبة، والتصفيق والتصفير، وإطلاق الرصاص، والغناء والعزف بآلات الموسيقى، وضرب الرجال بالدف، وضياع الأوقات، والاختلاط في الجلسات، والتقصير في الحقوق، ومصافحة المخطوبة أو أمها أو أخواتها غير المحارم، وتقبيل يد أم المخطوبة، وإثقال كاهل أسرة المخطوبة، وتدخل الشاب فيما لا يعنيه، والتقاط الصور للنساء، ورقص النساء فيما بينهن. كما تُسجل مخالفات في ليلة الشبكة وذهاب المخطوبة لبيت خطيبها بحجة السلام على أمه، ووجود الخلافات بين الشقيقات.بعد فسخ الخطبة، تُحذر الشريعة من اتهام الأبرياء، والتشهير بسمعة الخاطب أو المخطوبة أو الأسرة، والسعي في رد الخطاب عن الفتاة بالأساليب المحرمة كالسحر.المبحث التاسع: فتاوى حول الخطبةالخطبة هي طلب الرجل الزواج من امرأة معينة، وهي مجرد وعد بالزواج وليست عقداً لازماً، فيجوز لأي من الطرفين الرجوع عنها، مع مراعاة رد الهدايا والتعويض عن الضرر المادي إذا كان العدول تعسفياً. يجب على الخاطب أن يكون صادقاً وجاداً في طلبه. وتجوز الرؤية الشرعية للخاطب والمخطوبة، فقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالنظر إليها "فإنه أحرى أن يؤدم بينكما". ويرى جمهور العلماء جواز النظر إلى الوجه والكفين، والحكمة من ذلك تحقيق الألفة والارتياح النفسي وتجنب الندم. لا يجوز إرسال الصورة بدلاً من الجلوس، لأن الصورة لا تعطي حقيقة كافية، ويجوز تكرار النظر إذا لم يتحقق المراد. يحرم النظر بشهوة، ولا يجوز النظر إذا غلب على الظن عدم الإجابة. يجوز للمخطوبة أن تنظر إلى الخاطب بالقدر الذي يظهر عادة.يجوز للمرأة أن تتزين وتتهيأ للخاطب بملابس ملونة أو مكياج خفيف في حدود الزينة المعتادة. لا تجوز مصافحة المخطوبة لأنها أجنبية، ولا الخلوة بها أو الخروج معها وحدها، ولا جلوس الخاطب معها لتحفيظ القرآن. تجوز مكالمة الخاطب عبر الهاتف بقدر الحاجة في حدود الأدب. لبس دبلة الخطوبة لا أصل له في الشرع، وكذلك قراءة الفاتحة عند الخطبة أو العقد بهذه النية. يجوز الوكالة في النظر إلى المرأة من قبل امرأة أمينة. ونكاح المرأة التي لم يرها الخاطب صحيح لكنه مكروه.إذا استشارت المرأة رجلاً في الخاطب، أو استشار الرجل رجلاً في المخطوبة، يجب عليهما إخبار ما يعلمان من مساوئ ومحاسن، وذلك من باب النصيحة الشرعية. يحرم إجبار الوالد ابنته أو ابنه على زواج من لا يرغبونه، فرضا الطرفين أساس لصحة العقد. ويجوز للمرأة أن تعرض نفسها على الرجل الصالح، وكذلك يجوز للإنسان أن يعرض ابنته أو أخته على أهل الصلاح.تُشرع صلاة الاستخارة في كل الأحوال عند التقدم للزواج، ولا يلزم لمن صلاها رؤية رؤيا، بل هي انشراح الصدر أو تيسير الأمر. ولا تجوز الاستخارة بعد ركعتي الضحى أو سنة الظهر بقصد أنها استخارة، ويُشرع تكرار صلاة الاستخارة عند عدم وضوح الأمر.فيما يخص العدة، يجوز التعريض بالخطبة للمتوفى عنها زوجها في عدتها، بصور مثل "إني أرغب في الزواج من امرأة صالحة مثلكِ"، أما المطلقة المبتوتة فلا يجوز التعريض بخطبتها في عدتها. وإذا تزوج رجل امرأة في عدتها من وفاة زوجها، فالنكاح باطل وفاسد بالإجماع، ويجب فسخه.ويُنهى المسلم عن الخطبة على خطبة أخيه المسلم إذا ركن إليها أو أجيبت، وهذا حكم جمهور العلماء، والعلة في ذلك سد باب العداوة. ولكن تجوز الخطبة على خطبة الكافر، وفي الفاسق خلاف بين العلماء. إذا تقدم رجل لخطبة امرأة ولم تبد موافقة أو رفضاً صريحاً، فالأصل أن الخطبة لم تتم، لكن لا يجوز الخطبة عليها إذا كان هناك ركون. أما إذا عرضت المرأة أو أولياؤها بالموافقة، فهذا يعتبر ركوناً وتتم الخطبة.بالنسبة للمال، يجوز للمرأة أن تخطب لنفسها، لكن حكم ما دفعته على حساب المهر غير معهود، والأصل أن المهر على الرجل. أما هدايا الخطبة، فإنها تُرد إذا كانت قائمة بعينها عند فسخ الخطبة، سواء كان العدول من الخاطب أو المخطوبة. وأخيراً، فإن التعويض عن الضرر من جراء العدول عن الخطبة ليس له أصل في الفقه، لكن بعض الفقهاء يجيزون التعويض عن الضرر المادي الفعلي إذا كان العدول تعسفياً. |
|  |
Réservation
Réserver ce document
Exemplaires (1)
|
FSS50331 | 272/05.1 | Ouvrage | Faculté des Sciences Sociales | 200 – Religions | Disponible |